مهارة حل المشكلات من المشكلات الاساسية في مختلف مجالات الحياة المعاصرة ومنها مجال التربية والتعليم إذا أصبحت هذه المهارة ضرورة في كل نشاط إنساني، وهي مطلب أساسي في حياة الفرد فكثيرا من المواقف التي تواجه الإنسان في الحياة اليومية هي أساساً مواقف تتطلب حل المشكلات.
وتعتبر حل المشكلة من أكثر أشكال السلوك الإنساني تعقيداً واهمية ويتعلم المتعلم حل المشكلات بهدف أن يصبحوا قادرين على إتخاذ القررات السليمة في حياتهم.
ويعبر عن حل المشكلات بالقدرات المكتسبة والاجراءات التي يقوم بها الفرد مستعينا بما لديه من خبرات سابقة وتجارب متشابة، ومعرفة سبق له أن تعلمه للسيطرة علي موقف معين، واكتساب هذه المهارة يعتمد بشكل كبير علي رد فعل الشخص نفسه تجاة المشكلة وكيفية تعامله معها ومدي شعوره بأثرها السلبي في نشاطاته اليومية، الأمر الذي سيؤدي بكل تأكيد إلى إتخاذ القرار بالتعامل مع المشكلة لإيقافها والوصول إلى مرحلة التوازن.
ونجد أن البعض يشير إلى حل المشكلات والبعض الآخر يتحدث عن إتخاذ القرار، ونجد البعض يجمع بين الطرفين تحت عنوان حل المشكلات واتخاذ القرار، ويرجع البعض بالجمع بينهما بسب الترابط الوثيق بينهما لهذا تهرف حل المشكلات واتخاذ القرار بأنها عبارة عن عملية إختيار حل معين من بين حلين أو أكثر من الحلول المتاحة في بيئة العمل.
أولاً : مفهوم المهارة؟
تعرف المهارة بأنها: السرعة والدقة والبراعة في أداء نشاط معين، وهي أيضاً كفاءة يغلب عليها الطابع العملي التطبيقي وتكتسب بالممارسة والتدريب ويسهل قياس تحصلها من خلال الاداء العملي.
ثانياً : مفهوم مهارة حل المشكلات؟
عرفها جروان (1999) بأنها السلوكيات والعمليات الفكرية الموجهة لاداء مهمة ذات متطلبات عقلية ومعرفية، وقد تكون المهمة حل مسألة أو البحث عن وظيفية، وهي عملية تفكير مركبة يستخدم الفرد فيها مالديه من معارف سابقة ومهارات من أجل القيام بمهمة غير مألوفة أو معالجة موقف جديد أو تحقيق هدف لا يوجد حل جاهز لتحقيقه.
ثالثاً : مفهوم مهارة إتخاذ القرار؟
تعرف بأنها: إختيار لاحد البدائل المتوفرة للوصول إلى هدف أو معالجة مشكلة ما.
وعرفها سايمون (2014) القدرة علي إختيار بديل من البدائل المتاحة لإيجاد حل مناسب لمشكلة جديدة ناتجة عن عالم متغير.
رابعاً : أهداف حل المشكلات؟
يهدف أسلوب حل المشكلات إلى تنمية عدد من المهارات التفكرية والادائية وتنميط خطوات عامة تبدأ بالتفكير الجاد حول المشكلة وتنتهي بحلها، ويهدف أسلوب حل المشكلات الى تحقيق المطالب التالية:
1. إثارة الدافعية: إذا فقدت الدافعية لحل المشكلات فقد الحل، أي أن القناعة بعد جدوى حل المشكلة فقدت الدافعية لحلها ولن تجد حل لها.
2. تنمية المعلومات المعرفية: عن طريق حل المشكلات تنمي النواحي المعرفية لدى الفرد.
3. إستخدام أساليب التفكير المختلفة في حل المشكلة.
الدنيا: وهي قضية واحدة واسلوب واحد مثل الاستنتاج، الاستقراء، الاستنباط، التصنيف.
العليا: وهي أكثر من مهارو دنيا مثل التفكير الابداعي.
4. تعزيز الجانب الإيجابي الفعال أثناء حل المشكلات.
5. توظيف الخبرات السابقة في حل المشكلات.
خامساً : خصائص حل المشكلات؟
1. الاتجاه الإيجابي (السلبيون لا يقدمون الحلول).
2. الحرص على الدقة (العشوائية تهدر الوقت).
3. تجزئة المشكلة.
4. التأمل وتجنب التخمين.
5. الحيوية والنشاط.
6. القاعدة المعرفية الواسعة ضيق المعلومة يوصل إلى ضيق الحلول.
7. معرفة استراتيجية حل المشكلات.
الاساليب التي يتضمنها حل المشكلات، يجمع أسلوب حل المشكلات بين اسلوبين هما:
أولاً: الاسلوب الإستقرائي: فمنه ينقل العقل من الخاص الي العام، أي من الحالة الجزئية الي القاعدة التي تحكم كل الجزئيات التي ينطلق عليها نفس القانون او من المشكلة إلى الحل.
ثانياً: الاسلوب القياسي: ينتقل العقل من العام الي الخاص أي من القاعدة إلى الجزئيات.
سادساً : استراتيجيات حل المشكلات؟
تكمن أهمية استراتيجية حل المشكلات في أنها نشاط ذهني منظم يبدأ بإستثارة تفكيرهم بوجود مشكلة ما تستحق التفكير، والبحث عن حلها وفق خطوات علمية من خلال ممارسة عدد من النشاطات التعلمية، مما يكسبهم مجموعه من المعرف النظرية والمهارات العلمية والاتجاهات المرغوب فيها.
وتدريب الطلاب على حل المشكلات أمر ضروري لان مواقف المشكلة ترد في حياة كل واحد منهم، وحل المشكلات يكسبهم أساليب سليمة في التفكير، وينمي قدرات التفكير التأملي لديهم كما يساهم على إستخدام طرق التفكير المختلفة، ويثير لديهم حب الاستطلاع العقلي نحو الاكتشاف ويمنحهم الثقه بأنفسهم، وينمي لديهم الاتجاه العلمي في مواجهة المواقف المشكلة غير المألوفة التي يتعرضون لها.
وتعرف المشكلة من حيث المبدأ موقف مربك أو سؤال محير يواجه الفرد او مجموعة من الأفراد ويشعرهم بحاجة هذا الموقف للحل في حين لا يوجد لديهم أمكانيات أو خبرات حالية تمكنهم من الوصول للحل بصورة فورية أو روتنية، بمعنى أن مالديهم من معلومات أو مهارات حالية لا يمكنهم من الوصول للحل بسهولة وبسرعة بل إن عليهم بذل جهد معرفي أو مهاري للوصول للحل.
1. استراتيجية التقسيم أو التجزئة: هي عبارة عن حل المشكلة بتقسيم النظام الي عدة أجزاء يكون كل منها مستقلا عن الآخر، او عن طريق تصميم هذا النظام بحيث يكون قابلا للتقسيم يمكن فكه وتركيبه، أما ان كان النظام مقسماً على نحو مسبق فيمكن أن زيادة تقسيمه أو تجزئته الي أن تصبح حل المشكلة أمرًا ممكنا مثال الجزائر بلد كبيره من حيث المساحة والكثافة السكانية مما يؤدي إلى صعوبة تقديم الخدمات للمواطنين وعدم التحكم في التنمية المحلية ولحل هذه المشكلة بتطبيق مبدأ التقسيم في الهيكل الاداري لبعض الولايات خاصة الجنوبية وبعض الهضاب العليا فاستحدث ما يسمى بالولايات المنتدبة عن طريق تقسيم هذه الولايات.
2. استراتيجية الفصل: وهي عبارة عن حل المشكلات في الشئ أو النظام أو أي جانب محدد عن طريق فصل المكونات التي تؤدي حدوث اضرار في النظام أو عن طريق استبقاء الاشياء والمكونات المفيدة للنظام.
مثال في المستشفيات هناك بعض المرضي مصابون بأمراض معدية وحتي لا تنتشر هذه الامراض تم حل هذه المشكلة بفصل هولاء المرضي ولا يسمح لهم الاختلاط بالناس الا في حدود واجراءات خاصة بالة قاية ووضعوا في مراكز مخصصة للمرض.
3. استراتيجية الجودة المكانية: هي عبارة عن حل المشكلات التي يواجها الفرد أو النظام عن طريق تحسين كفاءة الاداء الاداري في كل جزء أو موقع من أجزاء هذا النظام وذلك من خلال تغير البيئة المنتظمة للنظام نفسة او البيئة الخارجية بحيث تصبح غير منتظمة، وذلك عن طريق كل جزء في النظام يجعله قادرا على أداء وظيفة جديدة وبذلك يتم تحقيق الاستفادة من الخاصية المكانية لاجزاء النظام.
4. استراتيجية الدمج/الربط: هي عبارة عن إمكانية حل المشكلات عن طريق الربط المكاني أو الزماني بين الاشياء أو الانظمة التي تقوم بعمليات ووظائف متشابهه أو متجاوره، وتعبر هذه الاستراتيجية عن ربط الاشياء او المكونات المماثلة التي تؤدي وظائف وعمليات متقاربه بحيث تكون متجاوره من حيث المكان والزمان.
5. استراتيجية الشمول: هي عبارة عن جعل النظام قادرا على أداء وظائف أو مهمات أو جعل كل جزء من أجزاء النظام قادرا على القيام بأكبر عدد ممكن من الوظائف وبذلك تقل الحاجة لوجود أنظمة أخري لتأدية هذه الوظائف.
6. استراتيجية الاحتواء/التداخل: وهي عبارة عن حل المشكلة عن طريق احتواء شي في شئ آخر أو عن طريق تمرير شئ معين في تجويف شئ آخر.
سابعاً : خطوات ومراحل حل المشكلة؟
لا يوجد اتفاق عام بين الباحثين حول عدد الخطوات التي يتضمنها تفكير حل المشكلة للوصول إلى الحل المنشود، الا ان هذا النوع من التفكير يتشابه مع التفكير العلمي من حيث الخطوات المتبعة، ويمكن تلخيص خطوات ومراحل حل المشكلة على النحو التالي:
الاحساس أو الشعور بالمشكلة: تتمثل هذه المرحلة في تحديد الهدف الرئيسي للمشكلة، وذلك من خلال الشعور بوجود عقبة أو عائق يحول بين الفرد والهدف الذي يسعي الي تحقيقه مع الاخذ في الاعتبار أن ما يعد مشكله لشخص قد لا يكون مشكلة بالنسبة لشخص آخر.
تحديد المشكلة وصياغتها: وذلك من خلال جمع المعلومات الوليه التي تساعد على فهم اعمق للمشكلة او الموقف، فالمشكلة عادة ما تكون غامضه وغير واضحة أو محددة، ومن ثم يتطلب الأمر خططا لتحليل المشكلة، وتحديد الهدف والبحث عن المعلومات، والتميز بين الاستجابات المرتبطة وغير المرتبطة.